تتميزُ إسطنبول الساحره بتنوّعِ التّضاريس الجغرافيّة ، كونها تمتد عبر قارتين،وهذا ما جعلها من أهمّ المدن السّياحيّة العالميّة؛ إذ تحتوي على العديدِ من أنواع الأشجار، والنّباتات التي تنتشرُ في المساحات السّهليّة، وخصوصاً التي تقعُ في القسم الشماليّ من إسطنبول، أمّا ما تبقّى من أراضي المدينة فهي تتوزعُ على الأراضي الحضاريّة المأهولة بالسّكان، وعلى المسطّحات المائيّة، مثل: بحر مرمرة.

اسطنبول الساحره
اسطنبول الساحره

مُناخ مدينة إسطنبول معتدلٌ نسبياً؛ بسبب تأثير امتدادها الجغرافي بين قارّتين، ويُعتبرُ الصّيف في المدينة حارّاً، أمّا الشّتاء فهو باردٌ جدّاً، وتتساقطُ فيه كميّاتٌ من الأمطار، والثّلوج التي تُغطّي أغلب مناطق إسطنبول، وتصلُ درجة الحرارة العظمى إلى ثماني عشرة درجة، وتنخفضُ إلى سبعِ درجاتٍ تحت الصّفر.


تحتوي إسطنبولُ على تسعٍ وثلاثين منطقة سكنيّة، وهذا ما ساهم في تطوّر كثافةِ سكانها، ويصلُ العددُ الإجماليّ لسكّانِ مدينة إسطنبولَ إلى ما يقاربُ ثمانيةَ عشر مليون نسمة، وتعودُ أصول أغلب السّكّان إلى أصولٍ تركيّة، مع وجود مجموعاتٍ من المهاجرين؛ بهدفِ العمل، والتّعليم، أو الاستقرار الدائم ويقول قاطنوها إن بوسعك أن تجد فيها بقعة تلائم مزاجك دوما. ويقول هوما غرواز، المدير التنفيذي ومؤسس وكالة البايتاك للعلاقات العامة واتصالات التسويق، الذي ولد وترعرع في اسطنبول، ويمثل الآن السفارة التركية في أمريكا: “بوسعك أن تنتقل من أكثر الأماكن صخباً إلى أكثر الأماكن هدوءاً لتجد استرخاء كاملا وأجواء مختلفة تماما”.

خذ مثلاً حي كوروجشمه الذي يقع على بعد 10 كيلومترات من وسط المدينة، فهو المكان الذي يذهب إليه الناس للاحتفال على طول البوسفور، وهو المضيق الذي يفصل المدينة والقارتين.

ويقول غرواز: “سر 100 متر شمالاً من نادي رينا، أحد أشهر النوادي الليلية، وستجد نفسك في مافي باليك، وهو مطعم هادئ يقدم المأكولات البحرية الطازجة، وإطلالة على القارة الآسيوية.”

تشهدُ مدينةُ إسطنبول تنوُّعاً دينياً ملحوظاً، ولكن يُعتبرُ الإسلام هو الدّين الأكثر انتشاراً بين سُكّان المدينة، ومن ثم الدّيانة المسيحيّة، واليهوديّة وتُعتبرُ اللغةُ التركيّة هي اللغة الرّسميّةُ، والمنتشرة بين أغلب سكّان المدينة، مع الاعتمادِ على استخدامِ مجموعةٍ من اللغات الأخرى، وخصوصاً اللغة العربيّة، واللغة الإنجليزيّة.

ويعرف عن السكان المحليين أيضا كرم الضيافة والحميمية، مما يجعل من اسطنبول مقصداً يرحب بالوافدين الجدد والسكان المحليين على حد سواء. ومن التقاليد أن يبدأ أصحاب المحال التجارية الحديث مع الزبائن على كوب من الشاي التركي، وغالباً ما يؤدي ذلك إلى عقد الصداقات.

وتقول كارين هازلكورن، وهي مستشارة أمريكية في مجال الإدارة عاشت في اسطنبول أكثر من عام، وتعتبر المدينة المفضلة لديها: “بداية من هذه النقطة، كلما مررت على هذا الجزء من السوق يتذكرك الناس ويدعونك إلى الدخول ومشاركتهم كوبا من الشاي مع نفس صاحب المحل.”

وتتابع: “حتى بعد أن أغيب عن اسطنبول لثلاث أو أربع سنوات، سيتذكرني الناس في الحال عندما أعود وأتوقف عندهم.”

يدور أول قرار يتخذه أي شخص يريد الانتقال للعيش في اسطنبول حول ما إذا كان عليه أن يعيش في الجزء الأوروبي أم الجزء الآسيوي منها. الجزء الأوروبي أكثر صخبا، وإيقاعه سريع وتتركز فيه الأعمال التجارية، والمصارف، والمحال، والشركات.

أما الجانب الآسيوي الذي يدعى أيضاً بالأناضول فهو أكثر هدوءاً ويمتاز بشوارعه الواسعة. وتدور معظم أنشطته حول الواجهات البحرية، ويميل الناس إلى العيش في الجانب الأناضولي مع وجود العائلات التقليدية والأحياء السكنية مع عدد أقل من النزل ومواقع الجذب السياحي.

ويقول السكان المحليون إن نيشانتاشي على الطرف الشمالي من الجانب الأوروبي تجمع بين العالمين، وتقدم أفضل ما فيهما، فيشعر المرء بأنه إلى حد ما في حي سوهو النيويوركي حيث يوجد فندق حديث الطراز على النسق الغربي، ومحال الملابس التي تعرض أحدث طرز الموضة.

لكن يمكن أن تجد أيضاً أبناء اسطنبول القدامى وهم يجرون عربات يبيعون عليها اللبن الرائب، كما تجد من يعملون في مهنة إصلاح الأحذية وهم يصلحون كعوب الأحذية البالية على حد تعبير هازلكورن.

أما على الجانب الآسيوي، تعد منطقة كالاميس البقعة المفضلة نظرا لجمال غروب الشمس على سواحل المارينا البحرية هناك، ناهيك عن قربها من كاديكوي وسط البلد وهو حي متعدد الأجناس يطل على مسطحات مائية في الجنوب الغربي، فضلا عن ستاد فينيرباهسي حيث يتجمع عتاة مشجعي كرة القدم.

تصبح الأحياء أكثر هدوءا وأكثر خصوصية كلما تعمقنا باتجاه البوسفور، وكلما اقتربنا من البحر الأسود. ويقول المغتربون إنهم يستمتعون بيبيك واميغران وترابيا لمناظر المضيق الخلابة. ويفضل الأمريكيون غالباً العيش في جوكترك الواقعة على بعد 30 كيلومترا شمال المدينة بالقرب من غابة بلجراد.

وتحبذ الأسر من الطبقتين المتوسطة والعليا العيش في هذه المنطقة لأنها آمنة نسبياً، وبها نظام مدرسي ممتاز على حد تعبير هوما. وتستشعر الطابع الأمريكي في المدينة مع وجود سلسلة ستاربوكس، ولو بان كوتيديان الشهيرة .